السلام عليكم
لستم وحدكم!
يا مجاهدين .. لستم وحدكم
ها هي وسائل الإعلام تنقل لنا يومياً ما يجري من حرب شاملة، وحصار ظالم لما يزيد عن مليون ونصف مليون مسلم في فلسطين، وتحديداً في قطاع غزة، لو لم يكن هؤلاء المحاصرون إخوةً لنا في الدين، لوجب علينا نصرتُهم من باب العدل، ورفع الظلم عنهم، فكيف وهم إخوة لنا في الدين، بل يقفون في الخندق الأول دفاعاً عن الأمة وعن مسجدها المسجد الأقصى المبارك، وضد أشد الناس عدواة لنا، الذين يساندهم ويقف معهم في تلك الحرب القذرة عُباد الصليب، ومن باع دينَه وخان أمتَه وضيع الأمانة.
قد علم الجميعُ أن أطماع ذلك الكِيان لا تقف عند حدود دول الجوار، بل تتجاوزها، ألم يصفهم لنا العليمُ الخبير: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64).
إن من حق إخواننا المرابطين في تلك الأرض المقدسة أن نمد لهم يدَ العون، وأن نقدم لهم كلَّ ما نستطيع، فإنهم الحصنُ المتقدم الذي يقف في وجه أطماع الأعداء؛ فإنِ انْهارَ -لا قدر الله- تتابعت الحصونُ من بعده.
أما إخواننا فقد قدموا كلَّ التضحيات، وبذلوا الغاليَ والنفيس في سبيل الله، وضربوا أروعَ الأمثلة المعاصرة في البطولة والشجاعة والإقدام، برغم المخالفة والخذلان.
وإن مما يثبتُهم ويقوي عزائمَهم أن يتذكروا أنهم ليسوا وحدهم في الحرب، وإن كانت مأساتُهم هي الأعمق والأقدم، ومعركتهم هي الأخطر، وعدوهم هو الأشد عداوة، وأرضهم هي أرض الأنبياء، ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيها المسجد الأقصى المبارك.
لستم وحدكم، فإخوانُنا في العراق وقبلهم أفغانستان بعد أن نكأ الأعداء جرحها من جديد، وكذلك الصومال والشيشان وكشمير والفلبين وغيرها من المناطق التي يتعرض فيها المسلمون للإبادة كما في البوسنة والهرسك وكوسوفا سابقاً، يُعانون كما تُعانون، ويُجاهدون الأعداء بكل ما يستطيعون، وقد قل الناصرُ والمعين.
لستم وحدكم من ينالُه الألمُ، فإن كان عندكم شهداء فإن أعداءكم عندهم قتلى، وإن كان عندكم جرحى وأرامل وأيتام وخسائر فهم كذلك عندهم جرحى وأرامل وأيتام وخسائر، ولكن ما ننتظره ونرجوه لا ينتظرونه ولا يرجونه، قال تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء: 104]، قال ابن كثير: "الجراح والآلام، ولكن أنتم ترجون من الله المثوبة والنصر والتأييد، وهم لا يرجون شيئا من ذلك، فأنتم أولى بالجهاد منهم، وأشد رغبة في إقامة كلمة الله وإعلائها".
لستم وحدكم، قال تعالى:{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}[آل عمران: 140] قال ابن كثير: "أي: إن كنتم قد أصابتكم جراحٌ وقُتل منكم طائفةٌ، فقد أصاب أعداءَكم قريبٌ من ذلك من قتل وجراح{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} أَيْ: نُدِيل عَلَيْكُمْ الْأَعْدَاء تَارَة وَإِنْ كَانَتْ لَكُمْ الْعَاقِبَة لِمَا لَنَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَة، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}، قَالَ اِبْن عَبَّاس: فِي مِثْل هَذَا لِنَرَى مَنْ يَصْبِرُ عَلَى مُنَاجَزَة الْأَعْدَاء {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} يَعْنِي يُقْتَلُونَ فِي سَبِيله وَيَبْذُلُونَ مُهَجَهمْ فِي مَرْضَاته، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أَيْ يُكَفِّر عَنْهُمْ مِنْ ذُنُوبهمْ إِنْ كَانَتْ لَهُمْ ذُنُوب وَإِلا رَفَعَ لَهُمْ فِي دَرَجَاتهمْ بِحَسَبِ مَا أُصِيبُوا بِهِ. وَقَوْله: {وَيَمْحَق الْكَافِرِينَ} أَيْ: فَإِنَّهُمْ إِذَا ظَفِرُوا بَغَوْا وَبَطِرُوا فَيَكُون ذَلِكَ سَبَبَ دَمَارهمْ وَهَلَاكِهمْ وَمَحْقِهمْ وَفَنَائِهِمْ".
لستم وحدكم من أُوذي وعُذب وظُلم وسُجن في سبيل الله، تعالوا معي لننظر إلى خباب -رضي الله عنه- وهو يأتي لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- ليشكوا له ما أصابه من أذى، فينقله صلى الله عليه وسلم ويذكره بحال إخوانه من الأمم قبلنا كيف كانوا يعذبون ويقتلون وهم ثابتون على دينهم، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ؛ قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"، أخرجه البخاري.
لستم وحدكم؛ فالله معكم بعونه ونصره وتأييده لكم، قال تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، قال ابن كثير: {وَاَللَّهُ مَعَكُمْ} فِيهِ بِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى الْأَعْدَاء {وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} أَيْ وَلَنْ يُحْبِطَهَا وَيُبْطِلَهَا وَيَسْلُبَكُمْ إِيَّاهَا بَلْ يُوفِّيكُمْ ثَوَابهَا وَلَا يُنْقِصُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا وَاَللَّه أَعْلَمُ".
لستم وحدكم، ونحسبكم ممن لا تضره المخالفة والخذلان، كما قال حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" أخرجه أحمد.
لستم وحدكم، ولن يسلمكم إخوانكم، وسيدفع الأعداء ثمن جرائمهم وحصارهم وظلمهم وطغيانهم، ولن تبقى الديار مسلوبة والحرمات منتهكة والمقدسات مدنسة، والعاقبة للمتقين، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(الروم: 47).
ولكنكم اليوم وحدكم تنالون شرف مقارعة أعداء الأنبياء، ووحدكم ترابطون في أرض الأنبياء، ووحدكم تحاصرون الحصار، ولأنتم أكبر الكبار في زمن الصَغار، ووحدكم تبددون وهم الكيان الصهيوني، ووحدكم تصطادون أفاعيه، ووحدكم تقهرونه ، ووحدكم يتمنى المجاهدون في كل مكان أن يكونوا معكم ليشاركوا في تحرير مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والانتقام من قتلة الأنبياء.
لستم وحدكم!
يا مجاهدين .. لستم وحدكم
ها هي وسائل الإعلام تنقل لنا يومياً ما يجري من حرب شاملة، وحصار ظالم لما يزيد عن مليون ونصف مليون مسلم في فلسطين، وتحديداً في قطاع غزة، لو لم يكن هؤلاء المحاصرون إخوةً لنا في الدين، لوجب علينا نصرتُهم من باب العدل، ورفع الظلم عنهم، فكيف وهم إخوة لنا في الدين، بل يقفون في الخندق الأول دفاعاً عن الأمة وعن مسجدها المسجد الأقصى المبارك، وضد أشد الناس عدواة لنا، الذين يساندهم ويقف معهم في تلك الحرب القذرة عُباد الصليب، ومن باع دينَه وخان أمتَه وضيع الأمانة.
قد علم الجميعُ أن أطماع ذلك الكِيان لا تقف عند حدود دول الجوار، بل تتجاوزها، ألم يصفهم لنا العليمُ الخبير: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64).
إن من حق إخواننا المرابطين في تلك الأرض المقدسة أن نمد لهم يدَ العون، وأن نقدم لهم كلَّ ما نستطيع، فإنهم الحصنُ المتقدم الذي يقف في وجه أطماع الأعداء؛ فإنِ انْهارَ -لا قدر الله- تتابعت الحصونُ من بعده.
أما إخواننا فقد قدموا كلَّ التضحيات، وبذلوا الغاليَ والنفيس في سبيل الله، وضربوا أروعَ الأمثلة المعاصرة في البطولة والشجاعة والإقدام، برغم المخالفة والخذلان.
وإن مما يثبتُهم ويقوي عزائمَهم أن يتذكروا أنهم ليسوا وحدهم في الحرب، وإن كانت مأساتُهم هي الأعمق والأقدم، ومعركتهم هي الأخطر، وعدوهم هو الأشد عداوة، وأرضهم هي أرض الأنبياء، ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيها المسجد الأقصى المبارك.
لستم وحدكم، فإخوانُنا في العراق وقبلهم أفغانستان بعد أن نكأ الأعداء جرحها من جديد، وكذلك الصومال والشيشان وكشمير والفلبين وغيرها من المناطق التي يتعرض فيها المسلمون للإبادة كما في البوسنة والهرسك وكوسوفا سابقاً، يُعانون كما تُعانون، ويُجاهدون الأعداء بكل ما يستطيعون، وقد قل الناصرُ والمعين.
لستم وحدكم من ينالُه الألمُ، فإن كان عندكم شهداء فإن أعداءكم عندهم قتلى، وإن كان عندكم جرحى وأرامل وأيتام وخسائر فهم كذلك عندهم جرحى وأرامل وأيتام وخسائر، ولكن ما ننتظره ونرجوه لا ينتظرونه ولا يرجونه، قال تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء: 104]، قال ابن كثير: "الجراح والآلام، ولكن أنتم ترجون من الله المثوبة والنصر والتأييد، وهم لا يرجون شيئا من ذلك، فأنتم أولى بالجهاد منهم، وأشد رغبة في إقامة كلمة الله وإعلائها".
لستم وحدكم، قال تعالى:{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}[آل عمران: 140] قال ابن كثير: "أي: إن كنتم قد أصابتكم جراحٌ وقُتل منكم طائفةٌ، فقد أصاب أعداءَكم قريبٌ من ذلك من قتل وجراح{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} أَيْ: نُدِيل عَلَيْكُمْ الْأَعْدَاء تَارَة وَإِنْ كَانَتْ لَكُمْ الْعَاقِبَة لِمَا لَنَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَة، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}، قَالَ اِبْن عَبَّاس: فِي مِثْل هَذَا لِنَرَى مَنْ يَصْبِرُ عَلَى مُنَاجَزَة الْأَعْدَاء {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} يَعْنِي يُقْتَلُونَ فِي سَبِيله وَيَبْذُلُونَ مُهَجَهمْ فِي مَرْضَاته، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أَيْ يُكَفِّر عَنْهُمْ مِنْ ذُنُوبهمْ إِنْ كَانَتْ لَهُمْ ذُنُوب وَإِلا رَفَعَ لَهُمْ فِي دَرَجَاتهمْ بِحَسَبِ مَا أُصِيبُوا بِهِ. وَقَوْله: {وَيَمْحَق الْكَافِرِينَ} أَيْ: فَإِنَّهُمْ إِذَا ظَفِرُوا بَغَوْا وَبَطِرُوا فَيَكُون ذَلِكَ سَبَبَ دَمَارهمْ وَهَلَاكِهمْ وَمَحْقِهمْ وَفَنَائِهِمْ".
لستم وحدكم من أُوذي وعُذب وظُلم وسُجن في سبيل الله، تعالوا معي لننظر إلى خباب -رضي الله عنه- وهو يأتي لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- ليشكوا له ما أصابه من أذى، فينقله صلى الله عليه وسلم ويذكره بحال إخوانه من الأمم قبلنا كيف كانوا يعذبون ويقتلون وهم ثابتون على دينهم، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ؛ قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"، أخرجه البخاري.
لستم وحدكم؛ فالله معكم بعونه ونصره وتأييده لكم، قال تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، قال ابن كثير: {وَاَللَّهُ مَعَكُمْ} فِيهِ بِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى الْأَعْدَاء {وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} أَيْ وَلَنْ يُحْبِطَهَا وَيُبْطِلَهَا وَيَسْلُبَكُمْ إِيَّاهَا بَلْ يُوفِّيكُمْ ثَوَابهَا وَلَا يُنْقِصُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا وَاَللَّه أَعْلَمُ".
لستم وحدكم، ونحسبكم ممن لا تضره المخالفة والخذلان، كما قال حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" أخرجه أحمد.
لستم وحدكم، ولن يسلمكم إخوانكم، وسيدفع الأعداء ثمن جرائمهم وحصارهم وظلمهم وطغيانهم، ولن تبقى الديار مسلوبة والحرمات منتهكة والمقدسات مدنسة، والعاقبة للمتقين، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(الروم: 47).
ولكنكم اليوم وحدكم تنالون شرف مقارعة أعداء الأنبياء، ووحدكم ترابطون في أرض الأنبياء، ووحدكم تحاصرون الحصار، ولأنتم أكبر الكبار في زمن الصَغار، ووحدكم تبددون وهم الكيان الصهيوني، ووحدكم تصطادون أفاعيه، ووحدكم تقهرونه ، ووحدكم يتمنى المجاهدون في كل مكان أن يكونوا معكم ليشاركوا في تحرير مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والانتقام من قتلة الأنبياء.