الجانب المصري من معبر رفح (الجزيرة نت) |
انتقد صحفيون وساسة معارضون ما سموه التضييق الذي تمارسه السلطات المصرية على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومنع المواطنين المصريين من التظاهر للتعبير عن تنديدهم بالعدوان الإسرائيلي. وانقسمت الصحافة المصرية بين رسمية تدافع عن رأي الحكومة ومعارضة تقول إنها تنقل نبض الشارع المصري المعارض للموقف الرسمي.
ولقيت زيارة جمال مبارك نجل الرئيس المصري إلى معبر رفح ردودا متباينة، ففي حين رأى فيها المؤيدون تأكيدا على "التزام" القاهرة بموقفها تجاه الفلسطينيين، فقد رأى فيها المعارضون محاولة للتغطية على "تواطؤ الحكومة وغسل يدي مصر" من أزمة غزة.
وكان جمال مبارك زار معبر رفح على رأس وفد كبير من أعضاء الحزب الوطني الحاكم الثلاثاء، والتقى على عجل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية حازم أبو شنب الذي أشاد أمام وسائل الإعلام "بجهود الحكومة المصرية الكبيرة" التي تبذلها لمساعدة الفلسطينيين بمحنتهم الجديدة أمام العدوان الإسرائيلي.
جمال مبارك وصل إلى معبر رفح المصري على رأس وفد رسمي (الفرنسية) |
ولم تقنع زيارة جمال مبارك الأطباء العرب والمصريين الذين كانوا ينتظرون أمام المعبر للسماح لهم بد** غزة. وقال بعضهم إن تلك الزيارة العابرة لا تعد تغييرا مصريا رسميا بشان الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة.
الجراح المصري محمد غنيم رئيس مركز للكلى وبينما كان ينتظر السماح له بالدخول لغزة مع 28 طبيبا قال للجزيرة نت إن الحكومة أعلنت عن د** عدد من الأطباء يفوق بكثير العدد الذي سمحت بعبوره فعلا حتى الآن.
وانتقد غنيم الطريقة التي تتعامل بها السلطات المصرية مع الأطباء المتطوعين للذهاب إلى غزة، ورفض ما وصفه محاولة السلطات المصرية لعرقلة جهودهم وثنيهم عن مواصلة ما ينوون فعله في غزة.
وأمام المعبر كانت تصطف عشرات السيارات التي تحمل الأدوية من العديد من الدول العربية والاتحاد الأوروبي والجمعيات الخيرية المصرية، بانتظار السماح بالد**.
وسائل إعلام
أما وسائل الإعلام غير المرغوب بها في معظم الأحيان، فتصبح موضع ترحيب في معبر رفح عندما يدخل بعض الجرحى الفلسطينيين من القطاع إلى المعبر، حيث يسمح للصحفيين بتصوير الجرحى، وعمليات نقلهم من سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى نظيرتها المصرية.
أما وسائل الإعلام غير المرغوب بها في معظم الأحيان، فتصبح موضع ترحيب في معبر رفح عندما يدخل بعض الجرحى الفلسطينيين من القطاع إلى المعبر، حيث يسمح للصحفيين بتصوير الجرحى، وعمليات نقلهم من سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى نظيرتها المصرية.
يسمح بين الحين والآخر بد** الجرحى الفلسطينيين للجانب المصري (الجزيرة نت) |
من جهة أخرى، قال صحفيون وناشطون سياسيون للجزيرة نت إن تضييقا شديدا تمارسه السلطات المصرية لمنع المواطنين وتحديدا في القاهرة من التظاهر للتعبير عن تنديدهم بالعدوان الإسرائيلي على غزة "خوفا من أن يطال التنديدُ موقفَ الحكومة المصرية المشبوه" على حد رأي المحامي حمدي سيد عضو لجنة للدفاع عن الحريات العامة.
وروى حمدي في حديثه للجزيرة نت أن ستين سيدة مصرية نظمن قبل يومين تظاهرة صامتة بالشموع للتضامن مع الفلسطينيين فما كان من السلطات إلا أن أرسلت أكثر من مائتي رجل أمن للإحاطة بالمظاهرة وتطويقها، وهو الأمر الذي دفع السيدات للخروج عن "صمت المظاهرة" وأخذن يرددن الهتافات المنددة بالعدوان و"المتواطئين معه والمتخاذلين".
أما في الصحافة فتقول الصحفية هدى عاشور إن الأمر بات محسوما فهناك صحف رسمية تستبسل في الدفاع عن مواقف الحكومة وتبرئة ساحتها، وصحف مستقلة معارضة، تحاول أن تعبر بكل ما أوتيت من قوة عن نبض الشارع المعارض للموقف الرسمي من الأزمة.
شهادة للحكومة
وفي مقابل المشككين والمنتقدين لموقف الحكومة المصرية، فإن بعض مسؤولي المعبر يدافعون عن الحكومة ويحملون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية أي تأخير يحدث في نقل المساعدات والجرحى إلى القطاع، معيدين التذكير دائما بأزمة الحجاج التي أكدوا فيها أن مصر فتحت المعابر لكن حماس رفضت السماح للحجاج بالسفر حسب قولهم.